المشاركات الشائعة

الأربعاء، 13 أبريل 2011

الأم البديلة دور عظيم وشأن أعظم

أ.سمر زعرب : نحن نختار الأم البديلة بعد التدريب المكثف.
 
نهلة عيسي: بدأت أعمل كأم بديلة منذ 10 سنوات.
 
تقرير: فداء عبد الجواد
 
دور عظيم تقوم به الأم الإنسانة الأم البديلة، لتربي أطفالاً لا ذنب لهم في مصاعب الحياة التي ولدوا فيها، لينشئوا نشأة صالحة في مجتمعنا.
ومن هنا، قمت بجولتي حول البيوت الموجودة في القرية، للبحث عن أمهات حقيقيات يمارسن عملهن وبكل طبيعية وجدية رغم أنهن أمهات بديلات.
منذ البداية وقبل 10 سنوات

منذ بداية تأسيس قرية الأطفال (sos)، بدأت عملها كأم بديلة لمدة عشر سنوات ومازالت، الأم البديلة نهلة عيسي ممثلة أم الأمهات بما يتعلق بأمورهن الخاصة، بالغة من العمر 43 عاماً من سكان حي تل السلطان في مدينة رفح، وحاصلة على دبلوم صحة نفسية من جامعة الأقصى.
فهي تأخرت في سن الزواج ولم تجد من يناسبها، أخذت تحدثنا في مطلع حديثها قائلة: "منذ إنشاء القرية وافتتاحها في هذا المكان وبيتي يطل عليها من الخلف، كنت أرغب في معرفة ما الذي نشأ هنا، فبعد الإعلان عن الوظائف قررت الذهاب إلي القرية على أساس أُدَرّس في روضة القرية، ولكن تفاجأت بأنهم يريدون أمهات بدائل للأطفال الأيتام، فعدت إلي منزلي لأخبر أهلي بما جري.
وأشارت إلى أنها وجدت كل الترحيب والتشجيع من والدي لأنضم إلي أمهات القرية وما شجعني أكثر أنني كنت وزميلاتي في نفس الحي تقدمنا للوظيفة وبعد العمل وفقت بين حياتي الشخصية والحياة العملية.
وأضافت أن السبب الرئيسي الذي جعلني أعمل هنا، الأطفال الأيتام الذين لا حول ولا قوة لهم، واعتبر ذلك أيضًا تعويضاً لعاطفة الأمومة لدي وتعويض الأطفال عن أمهاتهم مضيفة أشرف الآن على 8 أطفال في البيت وعاشرت تخريج أجيال من بيتي هذا.

ابنة خانيونس أم بديلة

أما الأم البديلة سها سرداح وهي ابنة مدينة خانيونس وتبلغ من العمر 35عام وحاصلة على بكالوريوس أصول إسلامية ودبلوم تربية وتحضر نفسها للماجستير تعمل منذ 4 سنوات وهي تشرف الآن على 6 أطفال.
حدثتنا" في بادئ الأمر استصعبت العمل وأن أكون أم بديلة، حيث أنني تعرفت على القرية عن طريق صديقتي التي حدثتني عن القرية وقالت لي:"اذهبي واستفسري للعمل كمدرسة" وعندما جئت قالوا:"لسنا بحاجة إلي مدرسة وإنما الآن بحاجة إلي أم بديلة"، وكانت الصفات المطلوبة لديهم متوفرة في شخصيتي، ففكرت بالموضوع جيدًا وكان الوضع المادي سئ نوعًا ما وأريد الحصول على مصروف شهري لي ولأهلي، فقبلت العمل كأم، وخبأت نوع وظيفتي عن أهلي لمدة ثلاثة شهور على أنني أعمل مدرسة.
وأضافت قائلة: بعد ذلك أخبرتهم بنظام عملي وكان صعباً ولكن تقبلوا الأمر بعد أن اطمأنوا بأن القرية مؤمنة جداً.
وأشارت إلي أنها تشعر براحة كبيرة في المبيت بالقرية أكثر من مبيتها عند أهلها.
وأكدت قائلة: أني أحب أطفالي وهم يحبونني جداً ولا أميز بينهم رغم اختلاف هوياتهم وعائلاتهم فاعتبرهم أبنائي جمعيهم.

بعد المعارضة أريد أن أستقر

أصغر الأمهات سناً وتعمل منذ سنتين، الأم البديلة سهير صبح وتبلغ من العمر 28 عاماً وحاصلة على بكالوريوس معلم صف وتشرف على 7 أطفال.
تختلف قصتها عن زميلاتها السابقات حيث بدأت تروي قصتها متحدثة لقد أنهيت دراستي الجامعية وعملت معلمة في إحدى المدارس وانتهت مدة العمل، وبقيت في المنزل ثم وجدت الاستقرار في القرية، حيث اعتبره تعويض عن الزواج وعاطفة الأمومة.
وعن المعارضة من قبل الأهل كان سببها المبيت في القرية, وهو شرط رئيسى من شروط الأم البديلة ولكنى أقنعتهم وبعد أن وجدوا القرية آمنة ولا خوف علي وجودي وافقوا وطبعًا بعد ذلك تقدمت وتم اختياري بناءً على الشروط المطلوبة والحمد لله تخطيت المراحل المهمة التي يجب أن أخطيها لأصل لمسمي الأم.

كيفية الاختيار والمؤهلات

وتعتبر مهمة الأم البديلة صعبة وليست بالسهل أن تقوم بها أي امرأة، وحول معرفة المؤهلات والصفات التي يجب أن تتوفر في الأم البديلة كان لي حوار مع أ.سمر زعرب المشرفة التربوية في (sos) فأعربت "هناك شروط يجب وجودها في كل شخصية المتقدمات للعمل لدينا، حيث يجب أن تكون متفرغة اجتماعيًا أي غير مرتبطة، وكذلك عمرها يتراوح ما بين 25-35 عام، وتتمتع بصحة نفسية وجسدية جيدة وتكون على خلق، لأن ذلك سينعكس على نفس الطفل الذي تربيه، ولديها القدرة على التعامل مع الأطفال وحب العمل معهم والقدرة على المبيت في بيوت القرية، وأيضًا تكون حاصلة على التعليم الأساسي على الأقل الثانوية العامة والجامعة إن وجد في الأم فهذا أساسي حتى تعلم الأطفال وتتواصل معهم على مستوي عالي.
وفي السياق ذاته، تحدثت أ.زعرب أنه بعد قبول الطب يتم تدريب كل من تقدمت إلينا خلال دورة تدريبية تمتد من شهرين إلي ثلاثة أشهر وبعد الدورة يتم الاختيار بناء على من تجتاز جميع الصفات المطلوبة لتبدأ العمل عندنا.
ومن جانب آخر أوضحت أ.زعرب بعد الدورة والتدريب فهناك ما يسمي الخالة المتدربة والخالة والأم المتدربة والأم البديلة هذه مراحل تمر بها المتقدمة حتى تصل إلي مسمي الأم البديلة، وبعد مرور سنتين على الأقل وحسب التقدم والكفاءة لكل منهن.

خدمات مميزة

وأكدت أ.زعرب على أنه يتم تقديم خدمات ممتازة للأم البديلة في هذه القرية، حيث تحصل على راتب جيد جداً، وتأمين صحي كامل وأيضًا تخصص لها ميزانية يومية غير الراتب مع ميزانية مصروف الأطفال، ويتم الترفيه عنهن تحت بند رحلات الترفيه، كذلك لها الحرية المطلقة في الدخول والخروج وأخذ الإجازات كالموظفة الحكومية، ولكن الاختلاف البسيط هو ما أن القدر كتب لها الزواج متأخراً تفقد حق الوظيفة ولها ادخار نهاية الخدمة بعد التقاعد.

اختيار مدينة رفح لبناء القرية

وأوضحت أ.زعرب لقد تم اختيار رفح لإقامة قرية الأطفال فيها، لأنها قائمة على 10 دونمات من مساحة الأرض وكذلك تشجيع بلدية رفح للمشروع آنذاك والقرية تستقبل كافة حالات الأطفال من جميع أنحاء القطاع، وأيضا الأم البديلة.

هناك تعليق واحد: